ضمن مساعيها لتحقيق أهدافهما الاستراتيجية، وقع كل من الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء والمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي مذكرة تفاهم لتأطير سبل التعاون بينهما في المجال الزراعي.
قام بتوقيع الاتفاقية من جانب الهيئة رئيسها التنفيذي الدكتور محمد إبراهيم العسيري، ومن جانب المبادرة أمينها العام الشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة.
تهدف مذكرة التفاهم إلى تقديم الدعم التقني للمشاريع التي تتولى المبادرة الوطنية الإشراف على تنفيذها، بالإضافة إلى تبادل الخبرات وتنفيذ الدورات وورش العمل للمساهمة في تحقيق أكبر قدر من الاستفادة من علوم الفضاء وتطبيقاتها في خدمة القطاع الزراعي في المملكة.
وبهذه المناسبة، قال الدكتور العسيري “تهدف الهيئة من إبرام هذه المذكرة لبدء مرحلة مميزة من التعاون الوثيق مع المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، وتعد الهيئة اليوم طرفاً فعالاً في تلبية الاحتياجات الوطنية عن طريق توفير المعلومات الفضائية وبيانات المراقبة الأرضية وتنفيذ الدراسات المبنية على نتائج تحليل الصور والبيانات الفضائية لخدمة مسيرة التنمية الشاملة والمساهمة في التقدم العلمي الفضائي وتحقيق التنمية المستدامة للمملكة، وخاصة في مجال الزراعة والتي تحظى بعناية خاصة من القيادة الرشيدة حفظها الله ورعاها بما يعزز من الأمن الغذائي.”
وأضاف بأن علوم الفضاء متنوعة وذات استخدامات عديدة منها تطبيقات الاستشعار عن بعد في مجال الزراعة والتي أحدثت طفرة نوعية في القدرة على تحديد أنواع النباتات التي تزرع والغلال التي تنتج في أي بقعة جغرافية، كما وفرت معلومات دقيقة حول مساحة الحقول الزراعية، وبالتالي تقدير كمية المياه المطلوبة للري، وكمية المحصول المتوقع جنيه. كما مكنت التقنيات الفضائية من تحديد المناطق الزراعية الجافة أو الموبوءة، الأمر الذي ساهم في تفادي اشتعال الحرائق وخسارة المحصول. لقد قدمت علوم الفضاء الكثير من المعلومات التي أسهمت في حماية وتنمية القطاع الزراعي في مختلف المناطق على كوكب الأرض.
واختتم الدكتور العسيري حديثة بتقديم خالص الشكر والتقدير للشيخة مرام بنت عيسى آل خليفة على دفعها بالتعاون بين الجانبين إلى مستويات متقدمة في وقت قياسي، وعلى ما أبدته من حرص على تذليل كافة الصعوبات في سبيل تحقيق الأهداف.
من جانبها، قالت الشيخة مرام آل خليفة: “نتطلع قدماً لتكثيف العمل مع الهيئة لضمان تحقيق أفضل الإنجازات المشتركة في عدد من المشاريع، والاستفادة من الخبرات المتوفرة لدى الهيئة في مجال إعداد الدراسات استنادا إلى الصور والبيانات الفضائية، بما في ذلك البيانات التي تخدم القطاع الزراعي، مثل إحصاء أعداد النخيل في مملكة البحرين، وتوفير إحصائيات حول الثروة الزراعية بشكل عام، ومراقبة الآفات الزراعية كسوسة النخيل الحمراء، وغيرها الكثير. كما نسعى للتعاون مع الهيئة في مجال تحديث قواعد البيانات التابعة للمبادرة في عدة مجالات منها استخدام الأراضي الزراعية، ومحميات المياه الجوفية وغيرها من المعلومات ذات الصلة بمجال الزراعة.”
كما أبدت الشيخة مرام آل خليفة اعجابها بالمستوى الذي وصلت إليه الهيئة من حيث تقديم الخدمات والمساهمة في تنفيذ الدراسات، مشيدة بالكفاءات الوطنية الشابة التي تزخر بها الهيئة والتي تمتلك خبرات واسعة ومتميزة في مجالات علوم الفضاء والتطبيقات ذات الصلة.